لبنان عربي – خاص
أسر سياسي سني مخضرم أمام مجالسيه بأن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع محق فيما قاله وفي الانتقادات التي وجهها الى حكومة تصريف الأعمال وخصوصاً رئيسها نجيب ميقاتي. لكن جعجع أخطأ في اتهام ميقاتي بالخيانة العظمى.
لذلك أتت ردود الأفعال حادة وعالية السقف على انتقادات جعجعج، حيث اعتبر السياسي السني المخضرم أنها تصب في خانة الدفاع عن مقام رئاسة الحكومة أكثر من الدفاع عن ميقاتي بشخصه، لحماية ما تبقى من مكانة هذا المقام ودوره السياسي المهشم أساساً.
وما قاله جعجع ليس ببعيد عما قاله العديد من زوار لبنان من الدبلوماسيين والسياسيين العرب والغربيين، الذين باتوا يحصرون مداوالاتهم الجدية برئيس البرلمان نبيه بري، في حين غدت اجتماعاتهم مع ميقاتي من باب البروتوكول ليس إلا، حسب تعبير السياسي السني.
وهو يعتبر أن ذلك ليس من باب فرض الأمر الواقع من قل حزب الله أو أطراف سياسية أخرى، بقدر ما هو نهج ميقاتي قديم ومعروف يتمثل بالامتناع عن اجتراح حلول جدية لأبسط الأزمات، وإلقاء كرة المسؤولية على عاتق الآخرين، وخصوصاً البرلمان.
وهذا ما دفع بالرئيس بري أكثر من مرة الى إبداءه تبرمه من طريقة إدارة ميقاتي للعديد من القضايا. حيث يعتبر الأخير أن الأفضل هو التنسيق وتبادل الأدوار بين الرئاستين لا رمي كل الملفات المتفجرة في حضن البرلمان ورئيسه، مثل قضية الكهرباء والنافعة والعديد من القصص الأخرى.
يتساءل السياسي السني أمام مجالسيه: “إذا كان هذا أسلوب ميقاتي في الملفات والقضايا الداخلية، فما بالكم بالحرب الدائرة في الجنوب؟ صحيح أن قرار الحرب والسلم مخطوف، لكن رئيس الحكومة يمتلك العديد من الأوراق والأدوات التي تتيح له الضغط على حزب الله في بعض النواحي، على الأقل من أجل إثبات أنه لا تزال هناك بقايا دولة في لبنان”.