الرئيسيةتقاريرعربي دولي

ما سر توقيت استهداف هنية والحاج محسن؟

لبنان عربي – خاص

كشف سياسي مخضرم لجريدة “لبنان عربي” أن عملية التصعيد الإسرائيلي المتمثلة باغتيال أحد أبرز قياديي حزب الله في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مرتبط بزيارة رئيس حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلي الى واشنطن منذ أيام قليلة.

ويرى السياسي المخضرم أن نتنياهو بذل مع شبكات الضغط التي تدعم الحركة الصهيونية في أميركا جهوداً كبيرة من أجل توقيت الزيارة، حيث تزامنت مع احتدام السباق الانتخابي الرئاسي في أميركا، وفي هذا التوقيت بالذات يكثر مرشحا الحزبين الجمهوري والديموقراطي من إغداق الوعود الانتخابية من أجل اجتذاب أوسع شرائح ممكنة من الناخبين المحتملين.

ولذا فقد حرص نتنياهو على لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، رغم إصابته بفيروس كورونا وانسحابه من الانتخابات، وكذلك لقاء مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في نيويورك وليس في واشنطن، وأيضاً التقى بنائبة بايدن ومرشحة الحزب الديموقراطي كامالا هاريس، بما يعكس إصراره على الحصول على الضوء الأخضر للتصعيد من كل الأطراف المعنية.

ويعتبر السياسي المخضرم أن الترجمة السياسية لهذه الوعود التي حصل عليها نتنياهو أتت سريعاً جداً، حيث استغل حادثة قرية “مجدل شمس” من أجل توجيه ضربتين قاسيتين الى 3 أطراف في وقت واحد: إيران، حزب الله، حركة حماس. وذلك بقصد ترميم صورته المشهمة في الداخل الإسرائيلي، وإظهار أنه الشخصية الأقوى والأكثر قدرة على حماية إسرائيل والدفاع عن شعبها.

ويتساءل السياسي المخضرم: ألم يكن بإمكان إسرائيل استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس الشهيد إسماعيل هنية إبان زياراته السابقة لطهران؟ ألم يمكن باستطاعته استهداف قيادات رفيعة من حزب الله في وقت سابق؟

منذ هذا المنطلق، يبدي السياسي المخصرم تخوفه مما قد تحمله الأيام القليلة المقبلة، حيث رمى نتنياهو كرة اللهب في حضن إيران وحزب الله، وبالتأكيد فهو يعد الآلة الإعلامية الإسرائيلية، ورديفتها الغربية من أجل ترويج “مظلومية” إسرائيل في حال تعرضها لأي استهداف كبير كما هو متوقع.

ويرمي من خلال ذلك الى إحداث تحول في الرأي العام العالمي يتيح لصناع القرار في أميركا والدول الغربية الضغط أكثر لإبرام صفقة توقف القتال وفق تصور نتنياهو الخاص، وليس كما هي المقترحات المتداولة في الأسابيع القليلة الماضية.

لذلك، يرى السياسي المخضرم أن حسابات طهران وحزب الله ستكون دقيقة جداً لإدراكهما ما تسعى اليه إسرائيل. لكن المحسوم هو أن الرد قادم، إنما تبقى الكيفية هي موضع التساؤل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى