
لبنان عربي – عربي دولي
يزور غداً الأربعاء، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ايران في زيارة رسمية لمناقشة قضايا المنطقة، وأبرزها دور ايران في سوريا الجديدة وامكانية اعادة فتح سفارتها في دمشق، وبناء علاقات ديبلوماسية بين الدولتين السورية والايرانية، وكذلك مآلات القضية الفلسطينية ومستقبل غزة والغزيين.
وذكرت بعض وسائل الاعلام، أن الزيارة قد تنضوي أيضاً تحت”دور الوسيط”، الذي نجحت به قطر في أكثر من ملف، في الاشارة الى امكانية الوساطة بين الولايات المتحدة الأميركية وبين ايران، خاصة في ظل تصاعد التوترات بينهما بعد توقيع مذكرة الضغط الأقصى من قبل الرئيس دونالد ترامب، والتي أبلغت فيها أمريكا عن استعدادها للوساطة بين البلدين.
تحاول قطر منذ عدة سنوات أن تلعب دورًا مؤثرًا في الأزمات الإقليمية وتوثيق وجودها كدولة فاعلة في المعادلات السياسية في الشرق الأوسط.
وبعد عملية “طوفان الأقصى”، أصبح اسم قطر يتردد في وسائل الإعلام كلاعب نشط. ففي الوقت الذي قررت فيه إيران وفصائل محور المقاومة اتخاذ سياسة “وحدة الجبهات” لدعم حركة المقاومة الفلسطينية، ودخولهم في مواجهات مباشرة مع إسرائيل، قررت قطر أن تكون في مكانة الوسيط، وغطت الأحداث في غزة، مع الحفاظ على صورة محايدة والسعي لإيجاد حل لوقف إطلاق النار مع تعزيز صورتها الإنسانية.
وفي هذا السياق، مع سقوط نظام بشار الأسد وتغيير السلطة في سوريا، عاد اسم قطر ليظهر جنبًا إلى جنب مع تركيا والسعودية كلاعبين إقليميين في سوريا. خاصة في الوقت الذي كانت فيه كل مجموعة من المعارضة السورية تدعمها دولة عربية مثل الإمارات والسعودية ومصر، كانت “تحرير الشام” بقيادة الجولاني تتلقى دعمًا من تركيا وقطر.
بعد أسبوعين من سقوط الأسد، كان محمد الخليفي، وزير الشؤون الخارجية في الحكومة القطرية، من أول الدبلوماسيين الذين زاروا دمشق، حيث التقى أحمد الشرع، الرئيس الحالي لسوريا للحكومة الانتقالية، مما يظهر العلاقة الوثيقة بين الدوحة والجولاني. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أنه رغم هذه الزيارة ودعم قطر للجولاني، أكدت الدوحة مرارًا أنها تهدف إلى إنشاء إطار يسمح للشعب السوري بتحديد مسارهم المستقبلي.
أمير قطر: الوسيط بين إيران وسوريا
على الرغم من التكهنات الأولية حول زيارة أمير قطر إلى إيران، التي كانت تتعلق بشائعة رسالة من أمريكا، إلا أن إسماعيل بقائي، في رده على سؤال حول الأنباء المتداولة عن زيارة أمير قطر لإيران في الأيام القادمة، أشار إلى أن بعض المسؤولين الأوروبيين قد ادعوا أن أمريكا تسعى لإجراء مفاوضات سرية مع إيران، وأن هناك حديثًا عن وساطة بعض الدول في العلاقات بين إيران وأمريكا، إلا أنه نفى ذلك قائلاً: “لا علاقة لزيارة أمير قطر بهذه المسائل”.
وفي نفس السياق، أكد مصدر مطلع في حديثه مع صحيفة “شرق” الإيرانية أن أمير قطر لن يحمل رسالة من أمريكا، لكنه سيؤدي دور الوساطة بين إيران وسوريا ويحمل حلًا لبناء الثقة بين طهران ودمشق بهدف إعادة فتح السفارة الإيرانية.
بناءً على ما ذكر، تسعى قطر، كدولة كانت على هامش ملف سوريا لسنوات، الآن للعب دور نشط يتماشى مع تحقيق مصالحها ومصالح حلفائها. ويمكن لإيران، بالاعتماد على علاقاتها الطيبة مع قطر، أن تفتح طريقًا جادًا للعودة السريعة إلى سوريا.
لذا، فإن زيارة أمير قطر ذات أهمية مضاعفة، فمن خلال تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران والدوحة ومتابعة الاتفاقات بينهما، من المؤكد أن الجانبين سيسعيان إلى إيجاد حلول عملية لتقليص التحديات الحالية بين طهران ودمشق.