الرئيسيةتقاريرمحليات

قصر العدل في طرابلس والسباحة في كهف من الظلام والعرق

لبنان عربي – خاص

أتت زيارة نائب الكورة أديب عبد المسيح برفقة نقيب المحاميين في طرابلس والشمال سامي الحسن الى قصر العدل في طرابلس لتنقل معاناة “أم المؤسسات” و”رمز العدالة” الى العلن، بعد أن كانت الأحاديث حوله تضج بها المقاهي والصالونات ويتداول بها المحامون والقضاة، الذين كانوا يشعرون عند نهاية العمل بأنهم كـ”الخارجين من جهنم”، حسب توصيف الكثيرين منهم.

ظلام دامس يخيم على أروقة قصر العدل، بالكاد يستطيع الداخل اليه تبين طريقه، بعد أن يصطدم بموجة حر شديد تطبق بأنفاسها اللاهبة على كل شبر فيه، وأضواء الهواتف الخلوية تتراقص وتتداخل متل تلك الصور التي يتم تناقلها في وسائل التواصل الاجتماعي عن الحفلات ومدرجات الملاعب.

وفيما الهاتف تحول الى مصباح ينير شيئاً من العتمة الموحشة والمقبضة، يمكن للمرء رؤية العرق يتصبب من الموظفين والمحامين والمراجعين من أصحاب الحقوق والقضايا، نتيجة غياب الكهرباء وما يستبعها من غياب وسائل التبريد.

وبالطبع فإن هذه الأجواء تضغط على الموظفين وتجعل صدرهم ضيق نتيجة الاختناق الحراري السوداوي، حيث ينصب الاهتمام على إزالة العرق عن الوجوه بأي وسيلة، ولو حتى بأطراف أكمام القمصان.

أحد المراجعين ممن لديه شكوى ذهب لتقديمها الى النيابة العامة اختصر حال قصر العدل بوصف معبر “إنه يسبح في العرق”. ناهيكم عن الأوساخ التي تتراكم في الزوايا والأرضيات بسبب غياب عمال التنظيفات، حيث يخيل للمرء أنه في مبنى مهمل هجره سكانه منذ امد بعيد، لا في مبنى إحقاق الحق وردع المجرمين والخارجين عن القانون.

“إذا كان هذا حال قصر العدل، فما بالكم بحال العدالة نفسها؟ وأسوأ منها حال مدينة يطلق عليها وهماً العاصمة الثانية؟” والكلام هنا لواحد من المحامين الذي اعتاد بحكم العمل الدخول الى قصر العدل بشكل يومي، لكنه وبعد كل هذا الكم من المعاناة، صار يختصر زياراته الى الحد الأدنى هرباً من هذا الجحيم.

كثيرة هي المراجعات التي حملها المحامون والقضاء الى المعنيين وأصحاب الحل والعقد دون جدوى. وهذا ما دفع بنقيب المحامين سامي الحسن الى اتخاذ القرار برفع الصوت واطلاع الرأي العام على الحال المبكي لقصر العدل، أملاً في أن تكون صرخته عاملاً محركاً لتكوين رأي عام ضاغط من أجل تحسين وضع قصر العدل.

ونحن بدورنا في “لبنان عربي” نضم صوتنا الى صوت النقيب سامي الحسن، والأمل يحدونا في أن تخرج النخب الطرابلسية من سباتها كي تقوم بالدور الريادي الذي يجب أن تضطلع به، ألا وهو قيادة الرأي العام وتوجيهه نحو الأهداق التي تصب في صالح المدينة المظلومة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى