رمضان بين جشع التجار والتكافل الاجتماعي… هل تصمد الناس؟

لبنان عربي – حسناء الشقيق
يسارع اللبنانيون في مختلف المناطق اللبنانية، على التهافت لشراء المواد الغذائية الأساسية، ويتقاتلون على المدعومة منها بسبب تدهور ملحوظ وحاد في القدرة الشرائية لديهم، وإنهيار في العملة الوطنية أمام الدولار.
هذا المشهد سابق لشهر رمضان المبارك ومتطلباته، فكيف سيكون الحال لحظة قدومه؟، وهل سيتمكن اللبناني من الصمود فيه؟ وبأي عملة وطنية سيشتري حاجاته الأساسية؟ وإلى أي مدى سترتفع أصلاً أسعار السلع والمواد التي تعتبر من لوازم الشهر الفضيل؟
كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير، تشكل هاجساً أساسياً لدى الأسر اللبنانية خاصة الفقيرة منها، التي تعاني ما تعانيه من الأزمة المالية الضاغطة، وإقفال كورونا، وترك الدولة لها وكأنها تدفعها نحو الموت بخطى ثابتة.
مبادرات للمساعدة
ولقد طرحت هذه الإشكاليات على شبكات التواصل الاجتماعي، من قبل المواطنين لسببين: الأول، يشير الى حجم المأساة التي تعيشها الأسر الفقيرة، صاحبة الدخل المتقطع، والثاني يتمثل بالسعي لإيجاد حلول أو مبادرات لمساعدة الناس في تخطي هذه الفرة العصيبة.
ويشير هنا ربيع العلي الى ان “تعاضد الناس وتعاونهم في رمضان يجب ان يكون بشكل أكبر من ذي قبل”، لأنه بالتكافل الاجتماعي وحده يمكن ان نخرج من الانهيار الذي نحن فيه، كما يقول لـ”لبنان عربي”.
ويضيف وهو صاحب مبادرة “خلينا نساعد”، “على الجار أن يساعد جاره، ويجب تنظيم التبرعات القادمة من الخارج لتصل الى اكبر عدد ممكن من الأسر المعدمة، وتأمين الأساسيات الغذائية لها من طحين وخبز وسكر وما شابه ذلك، والتخلي عن الكماليات التي أصلا وصلت أسعارها الى حدود غير مسبوقة”.
جشع التجار
هذا وعبّر ربيع الأبيض لـ”لبنان عربي”، عن إنزاعجه من “جشع التجار وإحتكارهم للبضائع”، مشدداً على “ضرورة وضع حدٍ لهم ومراقبتهم، فمن عادات التجار رفع الأسعار في أوائل شهر رمضان، ما يؤدي الى تفاقم الصعاب على اللبنانين”، داعياً وزارة الاقتصاد الى التحرك سريعا وإستباقيا حتى لا يخرج الموضوع عن السيطرة”.
ويقول الدكتور جابر جابر في حديث لـ”لبنان عربي”: “أتى شهر البركة و الرحمة والناس في غالبهم نفضوا عن أنفسهم كل أشكال الرحمة”، ويضيف:”تحول الزمان في أيامنا هذه واستحال التجار الى فجار – إلا من رحم الله- وبات الربح والخسارة ميزان القوى والدفة المحركة للمجتمع، دون أن يكون لله أي اعتبار في القلوب”.
” الناس صائمة قبل الصيام “
ويرى الشاعر يامن رضا، أن ظروف الناس صعبة جداً هذا العام في شهر رمضان، ويضيف لـ”لبنان عربي”: “الناس صائمة قبل الصيام، فكنا نسمع عن الجوع والفقر، لكن الآن نعيشه، وفي وضع دقيق وقاس، وكلنا أمل أن يكون الشهر الفضيل محطة للخروج من هذه الأزمة، من خلال التعاون والتكاتف بين الناس”.
لذا فلا شك انه في ظل ارتفاع الاسعار، ستكون وجبات الافطار مكلفة على الصائمين، وستغيب الحلويات عن الموائد الرمضانية، كما المشروبات الرمضانية، وسيكون الماء والخبز والتمر، وجبة الافطار الثابتة لكثير من العائلات.