ما هو “عيد المشاعل” الذي تسبب بموت 45 إسرائيلياً وأكثر من 150 جريحاً؟

لبنان عربي – طلال الدهيبي
سجلت دولة الإحتلال الإسرائيلي بالأمس وفاة ما لا يقل عن 45 شخصاً وإصابة 150 آخرين، بسبب انزلاق العشرات من اليهود الأرثوذكس في منطقة جبل الجرمق شمال غرب الجليل، خلال احتفالهم بـ”عيد المشاعل” المعروف بإسم “لاغ بعومر”.
ويتوجه عشرات الآلاف من اليهود الأرثوذكس سنويا لحضور هذا الاحتفال، وهو يشير إلى اليوم الـ33 لتعداد الأيام بعد عيد الفصح وقبل حلول عيد تنزيل التوراة “شفوعوت” والذي سيحل بعد أكثر من أسبوعين.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، تتميز الاحتفالات بهذا العيد بإيقاد الشُعل تذكارًا لثورة “بار كوخبا” في القرن الثاني ميلاديًا ضد الرومان، حيث كان ذلك في عام 132 الميلادي، أي بعد مرور 62 عاماً على خراب “الهيكل المقدس الثاني”، حسب التعبير اليهودي، يوم تمرد اليهود ضد الرومان بين الأعوام 132-136 ميلاديا بقيادة “بار كوخفا”، وأشعلوا المشاعل في قمم الجبال للإعلان عن اندلاع التمرد.
ويَحتفل به أيضاً، لإحياء ذكرى وفاة القائد اليهودي البارز الحاخام شمعون بار يوحاي في القرن الثاني ميلاديا، حيث تعقد احتفالات كبيرة تسمى ب”هيلولاه” في قبره في بلدة ميرون شمال البلاد، ولتوقف العدوى التي انتشرت بين اليهود في القرن الأول ميلادي وضربت نحو 24 ألف شخص، بحيث يتوقف أغلبية اليهود من ممارسة تقاليد الحداد التي مارسوها منذ نهاية عيد الفصح قبل عدة أسابيع.
ووفقًا لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، فمن التقاليد البارز التي يتسم بها العيد، إقامة العشرات من حفلات الزواج، حتى أنه يُسمَّى شعبياً بـ “عيد الزيجات”، نظراً لأن هذا اليوم هو اليوم الوحيد، الذي يجوز فيه شرعاً إقامة الأفراح والمسرات خلال الأسابيع السبعة التي تفصل بين عيد الفصح “بيساح” وعيد الأسابيع “شفوعوت”.
وجدير بالذكر أن اليهود المتدينين يمتنعون في هذه الأيام عن مظاهر الفرح ويمتنعون أيضًا عن الحلاقة، وذلك حداداً على أرواح اليهود الذين قُتلوا على يد الرومان، وكان في مقدمة أولئك “رابي عكيبا” الزعيم الروحي ومعه 24.000 من تلامذته ومقاتلي باركوخبا.
وتعني كلمة “عومر”، “غمر” باللغة العربية، أي حزمة سنابل بعد الحصاد، والمقصود هنا فريضة جمع بواكير حزم السنابل لدى بدء حصاد القمح والتي كانت تقدم إلى الكهنة في “الهيكل المقدس” مساء أول أيام عيد الفصح والبدء في تعداد سبعة أسابيع تنتهي بحلول عيد الأسابيع “شفوعوت”، المعروف أيضا بعيد تنزيل التوراة.
