رأي

انقاذا لطرابلس…دعوة لإحياء “التجمع الوطني”

لبنان عربي – الدكتور مصطفى الحلوة

ما تشهده مدينة طرابلس يدفعنا الى السؤال: هل يكون إحياء “التجمع الوطني للعمل الإجتماعي” الإطار المطلوب لمواجهة إغتيال المدينة وإخراجها من الوطن؟!

ليس الوقت راهنًا وقت التسمُّر، عند أشلاء بلدية طرابلس، التي يشكّل إحراقها جريمة لا تُغتفر، وليس الوقت أيضًا وقت إسترجاع كابوس الليالي الأربع أمام السراي الحكومي، وما إعتراها من مواجهات عنفية، وبما تمخض عنها، من إحراق المحكمة الشرعية، وإحراق سيارات خاصة وعسكرية، وسقوط شهيد، هو شهيد الجوع والقهر، الى بضع مئات من الجرحى، كلهم فقراء…

الوقت الآن هو وقت المسارعة لإنقاذ طرابلس، عملانيًّا وليس تنظيرًا، من مخطط جهنمي، يهدف الى تدمير مرافقها العامة وإعدام ذاكرتها، في مختلف المجالات، بما ينزع عنها كل سمة من سمات المدن!…

وعليه، ندعو إلى أن تستفيد طرابلس من تجربة رائدة، عرفتها، غداة الحرب الأهلية(حرب السنتين/1975-1976)، تمثّلت في “التجمع الوطني للعمل الإجتماعي”، وهو إطارٌ جامع لفاعليات المدينة(نقابات المهن الحرة الخمس/الأطر النقابية للهيئات التعليمية في القطاعين الرسمي والخاص/الجامعة اللبنانية/النقابات المهنية: عمالية وأرباب عمل/الجمعيات والنوادي والمنتديات، من إجتماعية وثقافية وتربوية وأهلية..الخ).

وقد إستطاع “التجمع” حينها، وحتى العام 1992(عودة الدولة؟)، من خلال هيكليته التنظيمية الديمقراطية أن يوفّر الأمن الإجتماعي والمعيشي والصحي والخدماتي والتربوي، في ظل حصار خانق على المدينة..

هذه التجربة لا زالت حاضرة في ذاكرة كثيرين ممن عايشوها، وهي تجربة أزمات، ونحن اليوم في ظل أزمة تعيشها البلاد، غير مسبوقة، في تاريخها المعاصر…كل أولئك يستدعي أن نستعيد هذه التجربة، إذْ لا خيار أمامنا إلّا المواجهة، بل هو قدرنا !

وإنني أدعو نفسي، كما جميع الزملاء في الجامعة اللبنانية شمالًا، وفي سائر الجامعات العاملة في طرابلس، وجميع المثقفين، إلى أن يشاركوا في أي إطار جامع، يتمّ الوصول إليه، كي ننقذ مدينتنا، قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى