الرئيسيةرأي

نمط سياسي جديد في طرابلس؟

لبنان عربي – مصطفى العويك

المشكلة الجوهرية في مدينة طرابلس لا تتمثل بغياب #الدولة أو عجزها او نظرتها الدونية المسبقة لسكان مدن وقرى الأطراف، وتراجع الخدمات، القفز فوق بنود الدستور فيما يتعلق بالتنمية والانماء المتوازن، والكثير مما بات على ألسن كل الناس الذين يستسهلون تحميل الآخر أيا كان هذا الآخر ما آلت اليها أمورنا.

المشكلة الأساس في ذهنيتنا السائدة، المرتكزة على الخطاب المطلبي فقط دون سواه، نطالب بالأمن وفرص العمل، العدالة، التنمية، الصحة تحسين مستوى التعليم، وتنظيم السير ومعالجة أزمة النفايات،…
ونحن نفعل عكس ذلك تماما، نخالف القوانين تحت ذرائع معلبة وجاهزة، وأغلبنا يرمي نفاياته في الشارع، نريد العمل واذا تأمنت الفرصة اعترضنا عليها لانها لا تتناسب مع مكانتنا الاجتماعية، فأي انفصام يتحكم بحياتنا ويسيّر ردات أفعالنا؟

لذلك، مع الوقت أصبح الكثير منّا يتلبسه النكد، وينادم التكاسل والتواكل، يظلل ذلك سلبية قاتلة، لا ترى أفقاً يستضاء به، بل تكثر من جلد النفس وتركن الى سردية “المظلومية”، التي تبرر العشوائيات التي نمارسها عند كل استحقاق او طارئ.
ما الحل؟

شكلت التنظيمات عبر التاريخ وعاء صالحاً للغرس، فهي تحث الناس على الوعي الاجتماعي وضرورة العمل الجمعي، وتبني لهم عقلية مؤسساتية تنظيمية كفيلة أن تدخل الحيوية الى داخل اجتماعهم المجتمعي.

فلا مجتمع حيويا من دون تنظيمات، تتأطر في إطارات فكرية أو ثقافية أو سياسية، تعمل على استقطاب المواطنين كل الى مشروعه وطرحه، فتثقفه وترفع منسوب الوعي لديه، وهو يختار بحريته التامة تموضعه الفكري والثقافي والسياسي.

لا شك ان السياسة مسار تراكمي، الا انه مسار مشروع وجماعة وان قاده اليوم فلان وغدا علان، الفكر كما الفكرة هما المدماكان الأساسيان هنا، بغض النظر عمن يحمل الراية.

لذا فإن العمل السياسي في #الفيحاء لا يجب حصره في اعتبار الوجاهة مثلا ارث الآباء الى ابنائهم، ولا برجال الأعمال القادمين من خلف البحار بتجارب منها ما هو مشبوه ومنها ماهو مشرّف، بل المطلوب المبادرة من خارج هذه الاطارات لاحداث نقطة تحول اجتماعية-اقتصادية-سياسية في المدينة، تطال تغيير الذهنية والمفاهيم وتموضع المواطن الطرابلسي بحد ذاته، وهذا ما يصعب على الفئتين الآنفتين احداثه.

ما تحتاجه المدينة اليوم ان يتحرك شبابها بنمط سياسي جديد، فالمسألة هنا مختلفة، بخلفيتها وسياقاتها واهدافها.

ونعم يمكننا ان نصنع وعيا سياسيا وفكريا وثقافيا، يصحح مسار المدينة الدولتي.. وعي مبادر منظّم مؤسساتي حديث، اذا حضر غاب كل من فاته ان السياسة تبنى بالتنظيم والتأطير والمشاريع لا باللت والعجن والتكويع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى