لبنان عربي – خاص
كشفت مصادر تربوية عن رسالة إلى وزير التربية عباس الحلبي من قبل أحد رجال الدين العلويين يشير فيها الى رفض أهالي جبل محسن إرسال أبنائهم الى مدارس رسمية خارج المنطقة، ويطالب فيها الوزير بتعديل خطته ونقل النازحين في مراكز الإيواء بمحلة جبل محسن الى مدارس أخرى، أو توزيعهم بشكل يمكن المدارس من استقبال التلاميذ.
لكن اللافت، حسبما أشارت المصادر، أن رجل الدين المذكور استند الى مطالب الأهالي ولجان الأهل المحقة، لكنه عزى السبب إلى تعرض الباصات المدرسية التي تنقل تلاميذ الجبل إلى مدارس خارجه إلى اعتداءات ومضايقات. الأمر الذي يبدو مفاجئاً ومن خارج سياق الأحداث تماماً. إذ لم يسجل حصول أي حوادث من هذا النوع خلال السنوات الأخيرة.
كما أعاد رجل الدين، الذي تشير المصادر الى أنه مقرب من حزب الله أكثر من جماعة رفعت عيد، استحضار معارك جبل محسن وباب التبانة في رسالته، “علماً أن تلك الأحداث انتهت الي غير رجعة ولا مؤشرات إلى أي توترات” ولا ينبغي أبداً التذكير بها من أجل الضغط على الحكومة أو وزير التربية لتحقيق مطالب هي في الأصل محقة، وتتعالى لأصوات في أكثر من بلدة ومنطقة مشابهة لها”.
وتبين المصادر أن “الأسباب التي استند اليها في الشكوى فاجأت المعنيين ودفعتهم الى تقصي الحقائق عبر عدة جهات، على رأسها الأجهزة الأمنية، التي نفت تماماً وجود شيء من هذا القبيل، وأكدت أن ملف الفتنة المشار اليه أقفل منذ سنوات، ولا يوجد أي مؤشرات تفيد بإمكانية عودته ولو بشكل هامشي”.
فيما تشير مصادر طرابلسية الى أن “اعتراض الأهالي في جبل محسن لا علاقة له بالأسباب الواردة في الرسالة، بل لسبب اجتماعي بحت، ويتعلق بعدم تقبلهم مثل كل أهالي المناطق الأخرى، فكرة إرسال أبنائهم وخاصة البنات إلى مدارس بعيدة، وضمن دوامات مسائية تجعلهن يعدن إلى منازلهن في وقت متأخر وفي ظل وضع أمني غير مستقر بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان”.
تتابع المصادر “وهذا ما لمسناه خلال تحركات حصلت في عدة قرى وبلدات في أكثر من منطقة، وبالتالي لا وجود لتوترات أمنية أو مذهبية مطلقاً”.