مجتمع وميديا

لقاء الأحد الثقافي في طرابلس يكرّم الدكتور أحمد مغربي

لبنان عربي – مجتمع

قام لقاء الأحد الثقافي في طرابلس بتكريم الدكتور أحمد مغربي، مدير مستشفى “أورانج ناسو” الحكومي، وذلك يوم الجمعة المنصرم بتاريخ 29 تشرين الأول، في حرم جامعة “القديس يوسف” في طرابلس، قاعة شاعر الفيحاء “سابا زريق”، وبحضور حفيده حامل اسمه، بالإضافة إلى كوكبة من رجالات ونساءً طرابلس والشمال،  يمثلون هوية طرابلس الحضارية.

ابتداءّ رحبت مديرة فرع الشمال الأستاذة فاديا علم الجميل بالحضور، ثم كانت مداخلة من رئيس لقاء الأحد الدكتور أحمد العلمي الذي عرف بالضيف المكرم في كلمة قال فيها:

لم يكن أحد يتوقع ما آلت إليه الأمور في لبنان، حيث نرى أن كل القطاعات تنهار واحداً على إثر آخر، وأخطر هذه الانهيارات انهيار القطاع الطبي، لما له من انعكاسات كارثية على الصحة العامة للناس. علماً أن لبنان يضم مجموعة من خيرة الأطباء على مستوى العالم، ولكن الإدارة العامة في البلد للأسف لا تساعد على تطوير هذا القطاع ليواكب العصر.

وعلى الرغم من كل هذا فإننا وجدنا في لبنان عامة، وفي طرابلس خاصة، مجموعة من الأطباء الذين استطاعوا بجهود خاصة مضنية، تطوير بعض مناحي القطاع الطبي بحسب ما توفر لهم من إمكانات، من هؤلاء الدكتور أحمد مغربي، رئيس مجلس إدارة مستشفى “أورانج ناسو” الحكومي، الذي استطاع مع الطاقم الإداري للمستشفى جعلها من أهم مستشفيات لبنان على صعيد الخدمات الطبية المتعلقة بغسل الكلى، والولادة، وحديثي الولادة، بشهادة كل الجهات الدولية المانحة التي زارت المستشفى، وعلى الخصوص تلك التي واكبتها من لحظة انتقالها إلى ملكية الدولة، لكن النظام الصحي في لبنان نظام تضخمي وفاشل إدارياً، على الرغم من وجود أمور جيدة فيه.

مستشفى “أورانج ناسو” كانت مستشفىً خاصاً للتوليد والأطفال أسسه الدكتور إدمون غصين، سنة 1970م ، وكان ناجحاً جداً، إلا أن نشوب الحرب الأهلية سنة 1975 دفع د. غصين إلى بيع المستشفى إلى مؤسسة تابعة للدولة الهولندية سنة 1978، فأعادوا تأهيلها بشكل جيد حتى باتت وقتها أفضل مستشفى مجهز في طرابلس، إن لم نقل في لبنان، وأسموها “Orange Nassau”، ثم قدموها بدورهم هدية للدولة اللبنانية ضمن شروط معينة تعهدت بها الدولة اللبنانية ولكنها لم تنفذ منها شيئاً، فتراجعت المستشفى كثيرا.

واستمر ذلك حتى عام 2003 عندما قدَّم الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى مشروعه الصحي في دعم وإنشاء المشافي الحكومية، فأعيد ترميم المشفى وتأهيله، وتعيين مجلس إداري له، ولسائر المستشفيات الحكومية ضمن مشروع “loi hospitals” الذي كان يهدف إلى تحرير المشافي الحكومية من المركزية الضيقة، والتبعية إلى وزارة الصحة، وتأمين هامش من الحرية في الإدارة. وهو قانون جيد جداً، لكن دائماً في لبنان المشكلة في التطبيق.

يومها اختير الدكتور مغربي رئيساً لمجلس إدارتها، ومن يومها حتى يومنا هذا قفزت المستشفى قفزات نوعية، وباتت من أهم مستشفيات الشمال، على الرغم من صغر حجمها إذا ما قيست ببقية المشافي.

 

ويبقى عند الدكتور مغربي أملٌ بأن يعاد تنظيم المستشفى الحكومي في طرابلس بقسميه: القبة، وأورانج ناسو، بحيث يحولان إلى مستشفى تدريبي جامعي، مع فتح كلية طب في طرابلس في الجامعة اللبنانية، وتوزيع الخدمات الطبية بين المبنيين، الأمر الذي يخفف الضغط عن بعض الأقسام، ويؤدي إلى تحسين الخدمات الطبية بشكل أفضل، علماً أن الخدمات الطبية في المستشفى الحكومي في طرابلس بقسميه تعتبر من الأفضل في لبنان، وذلك بفضل الجهود التي تقوم بها المجالس الإدارية انطلاقاً من شعورها بالمسؤولية.

نحن لسنا بحاجة إلى الكلام كثيراً عن الوضع الطبي في لبنان، فمشاكله أظهر من أن تخفى، ولكننا أردنا أن نُضيء على جهود الأطباء المخلصين أمثال الدكتور محمود مغربي.

 

نبذة عن المكرّم

كما قدم الدكتور العلمي نبذة عن المكرم أي الدكتور مغربي، سبقها بتقديم شكر الى الأستاذ غسان الحسامي “لجهوده والمعلومات التي أمدنا بها”:

 

الدكتور الطبيب أحمد رفيق مغربي،  من مواليد أكرا – غانا عام 1948، أنهى دراسته الثانويّة في مدرسة الفرير- طرابلس، ثم انتقل إلى فرنسا حيث انتسب إلى جامعة مرسيليا، وتخرج منها عام 1976 طبيباً في التخدير والإنعاش، وبقي بعد تخرجه للعمل في مستشفيات مرسيليا حتى العام 1978.

ويقول عن هذه الفترة إنه اكتسب فيها معارف قيمة كثيرة من الأساتذة الذين تلقى العلم عليهم، فكانوا حكماء إلى جانب كونهم أطباء، الأمر الذي أكسبه ثقافة فلسفية واسعة. كما عمل في مجال خدمات الطوارئ الطبية (Services d’Aide medicale Urgente ) (SAMU) كطبيب طوارىء وإدارة الكوارث ما بين عاميّ 1972 – 1977.

عاد الى طرابلس سنة 1978، وشكّل فريق عمل مع أطباء تخدير وانعاش في مستشفيات طرابلس والشمال، وهو نظام لم يكن موجوداً من قبل في مشافي طرابلس والشمال.

عاد الى مرسيليا عام 1984 وأسّس فيها الجمعيّة اللبنانيّة الفرنسيّة سنة 1986، التي ساهمت في إقامة مؤتمرات طبيّة في لبنان منذ 1990، وكذلك مؤتمرات جمعيّة الجرّاحين في لبنان الشماليّ، في طرابلس.

ثم عاد مجددًا الى طرابلس سنة 1997 عاملا في مستشفياتها ومستشفيات الشمال. ثم في عام 2012 حصل على شهادة الماجستير في إدارة واقتصاد الصحّة من جامعتيّ ESA  بيروت، PARIS 7.فرنسا.

اختير في العام 2003 لترأس مجلس إدارة مستشفى أورانج ناسو الحكوميّ، وكان له اليد الطولى والفضل العظيم بتأهيلها ونهضتها وتطويرها، معتمدًا أفضل المعايير والمواصفات، وبقي في هذا المنصب حتى أيلول 2021 حيث قدم استقالته.

عضو في العديد من الجمعيّات، منها: جمعيّة التخدير والإنعاش الفرنسيّة . جمعيّة التخدير والإنعاش اللبنانيّة والتي كرمته سنة 2014. جمعية أطباء الإنعاش والعناية الفائقة اللبنانيّة. الجمعيّة اللبنانيّة لمعالجة الألم. رابطة الجامعيّين في الشمال.

له العديد من المقالات الطبيّة والدراسات التي نُشرت في لبنان وفرنسا.

وفي الختام قدَّم اللقاء إلى الضيف المكرم الدرع التكريمي التذكاري، والتقطت الصور التذكارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى