الرئيسيةتقاريررياضة

أكاديمية “AM 14″… نموذجاً في العمل المؤسساتي والقادم “أجمل”

 لبنان عربي- خاص

لم تكن أكاديمية “AM 14” التي انطلقت من الصفر سوى واحدة من أكاديميات كثيرة، تستقبل الأطفال لتزجية الوقت في أمر نافع، والتخفيف عن أهاليهم، وخاصة الأمهات الموظفات والعاملات. لكنها سرعان ما نجحت في مأسسة عمل الأكاديميات، من خلال تطوير مفهوم عملها، وإخراجه من حيز التسلية الى فضاء أرحب وأوسع، نحو التربية والصناعة.

شخصية قيادية

فصار لأكاديمية “AM 14” فرق تشارك في بطولات الفئات العمرية، وفي بطولات خارجية، الأمر الذي يسهم في إكساب اللاعبين من أبناء الأكاديمية حس المسؤولية في عمر صغير، ويعزز قيم التعاون وروح الجماعة، فضلاً عن الإفادة من الاحتكاك مع فرق خارجية لتنمية المستوى وتغذية أحلام البعض في الاحتراف الخارجي.

والحال أن هذه الأكاديمية تعبر عن شخصية اللاعب أحمد مغربي، وما يختزنه من خلق رفيع، وثقافة كروية وخبرات راكمها من تجارب في الداخل والخارج، وحمله شارة القيادة “كابتن” في العديد من السنوات.

تلاقت شخصية الكابتن أحمد مغربي مع طموح رجل الأعمال جمال عثمان في مشروع يحتضن الشباب، مما أفضى الى ولادة منشأة تضم ملعبين بمواصفات عالية مع مدرج صغير لاحتضان الجماهير وخصوصاً من أهالي اللاعبين. بالإضافة الى المرافق الأساسية الواجب توفرها في مثل هذه المنشآت، وهو الأمر الغائب عن أغلب الملاعب الأكاديمية الأخرى.

النهج المؤسساتي

مع أن الأكاديمية تحمل الحرفين الأولين من اسم وكنية أحمد مغربي ورقمه المفضل، إلا أنها تقدم نموذجاً في العمل المؤسساتي والتربوي الهادف. هذه المؤسسة التي يشكل أحمد مغربي قلبها النابض، لديها بنية إدارية مؤسساتية، تضم الإدارة والقسم المالي والقسم التنفيذي المؤلف من مدربين وعمال. وفرت هذه المؤسسة نحو 20 فرصة عمل، وتعمل وفق رؤية مستقبيلة تضع العديد من الأهداف التي تروم تحقيقها تباعاً، بما يستلزم التطوير الدائم وعدم الاكتفاء.

تضم الأكاديمية لاعبين من مختلف الفئات العمرية، من الجيل الأكبر من مواليد عام 2005، حتى الجيل الأصغر من مواليد عام 2022، ينتظمون في 27 صفاً، وينقسمون الى 3 فئات “A-B-C”، من الأكثر موهبة ومهارة وتنافسية، الى الأقل بدرجة،، الى الفئة التي تضم العدد الأكبر من اللاعبين الذين انضموا الى الأكاديمية من باب الهواية فقط.

ورغم وجود مدربين يشرفون على تدريب هذه الصفوف، إلا أن بصمة أحمد مغربي القيادية تظهر في التفاصيل التي لا توليها حتى الفرق الكبرى الكثير من الأهمية، وهي التجهيزات مثل الملابس والمياه، حيث يصر مغربي على تأمين صناديق عبوات المياه من الحجم الصغير لأنه يرفض تماماً أن يشرب اللاعبون من الغالون، وهم يرتدون كنزة “الزمالك”، التي عليها علامة الاكاديمية..

تكفي الإشارة الى أن فريق الأنصار العريق على سبيل المثال، الذي يرأسه نائب بيروت نبيل بدر، وتفوق ميزانيته السنوية المليون دولار، يعاني من مشاكل جمة على صعيد فرق الفئات العمرية، مثل الشرب من مياه الغالون والتجهيزات وغيرها، رغم وجود تنظيم إداري كبير يشرف عليها، لإدراك حجم التفاني في العمل على مستوى أكاديمية “AM 14”.

التخطيط للمستقبل

من أبرز النقاط المضيئة والملفتة في منهجية عمل أكاديمية “AM 14” ،هي صياغة خطط مستقبلية طويلة الأمد، يتم تطبيقها تباعاً واحدة تلو الأخرى بهدف تحويل المشروع الى عمل رياضي متكامل ومستدام.

في الموسم الكروي المنقضي، قام داعم الأكاديمية جمال عثمان بشراء رخصة فريق الزمالك طرابلس في الدرجة الرابعة، كي ينضم اليه لاعبو الجيل الأول من الأكاديمية ممن تجاوزا مرحلة الفئات العمرية.

ومن أجل إشعار اللاعبين بالجدية، ولتقديم القدوة الحسنة، عاد أحمد مغربي عن اعتزاله ووقع للزمالك، الأمر الذي فاجأ الأوساط الكروية المحلية ولا سيما الطرابلسية، والتي لم تعتد على فكرة قيام لاعب بمكانة ومسيرة مغربي في اللعب ضمن فرق الدرجات الدنيا.

ويخوض مغربي منافسات بطولة الدرجة الرابعة مع الزمالك، ويخطط للوصول الى الدرجات الأهم، ضمن برنامج يؤمن وصول الفريق الى الدرجة الثانية فالأولى خلال سنوات قليلة.

وضمن المشاريع المستقبلية التي يتم العمل على نقلها من الأوراق الى أرض الواقع، افتتاح قسم ضمن الأكاديمية خاص بالكرة النسائية التي تشهد اهتماماً هائلاً من قبل الاتحاد الدولي للعبة، ولها أرضية بارزة في لبنان.

كما تضم الاكاديمية حاليا، صالة رياضية يصار الى ممارسة شتى انواع الرياضة داخلها، ومخيم صيفي يجمع بين الترفيه والرياضة.

أما المشروع المستقبلي الأهم، والذي يشكل نقلة نوعية في مفهوم عمل الأكاديميات الرياضية، وفي مدينة طرابلس وجوارها، فهو العمل على إنشاء فندق لمعسكرات الأكاديمية، ولاستضافة الفرق الخارجية التي ستأتي لخوض مباريات وبطولات مع فرق الأكاديمية على أرضها. ومن المخطط أن يضم هذا الفندق نحو 40 غرفة، وأن يكون مطابقاً للمعايير الفندقية المعتمدة. وسيوفر هذا المشروع حزمة من فرص العمل للكفاءات والطاقات التي تختزنها مدينة طرابلس ومحيطها.

كل ذلك، يثبت أن أكاديمية “AM 14” تمثل مشروعاً واعداً، وبارقة أمل في زمن تراجع الفكر المؤسساتي والعمل الجماعي المنظم والهادف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى